القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب الواضح في علم الصرف pdf


كتاب الواضح في علم الصرف pdf

كتاب الواضح في علم الصرف pdf
كتاب الواضح في علم الصرف pdf
 و لعل أفضل ما نقدمه بين يدي هذا الكتاب هو أن نحدد كلا من علمي النحو والصرف ، ونبين اختصاص كل منهما في الدراسات اللغوية المتشعبة . أما علم الصرف فيختص بدراسة الكلمة ، إذ يتناولها وحدها في معزل عن الجملة ، فينظر في مكوناتها الصوتية : أفيها حرف زائد أم فيها حرف ناقص ، أسلمت حروفها كلها وحافظت على أصواتها أم تبدّل بعضهما ببعض ، وقلب صوت فيها إلى صوت آخر . كما يدرس علم الصرف تقلبات الكلمة وانتقالها من هيئة إلى هيئة ، ومن صيغة دلالية إلى صيغة دلالية أخرى : من المفرد مثلا إلى المثنى ، إلى الجمع ، من الماضي إلى المضارع ، إلى الأمر ، وبهذا يُعرف جامد الأسماء ومشتقها ، أو جامد الأفعال ومتصرفها . 
أما علم النحو فيختص بدراسة التركيب ، وهذا يعني أنه لا يدرس الكلمة نفسها ، بل يدرس علاقاتها بغيرها من الكلمات الأخرى في التركيب اللغوي . إنه يحدد وظائف العناصر التي تتألف منها الجملة ، فهذه فاعل ، وهذه مفعول به ، أو مفعول فيه ، هذه مبتدأ وهذه خبر ، وتلك مضاف إليه . كما يبين أي الكلمات يمكن أن تكون صفة أو حالاً أو فاعلاً أو مبتدأ أو . . . وبهذا يُعنى بتورّع الكلمات اللغوية في المواقع التركيبية ، مثلما يُعنى بتحديد وظائفها . على أن علم النحو لا يستطيع أن يستغني عن الدراسة الصرفية ، لأن
 العلاقة بين أجزاء التركيب تتأثر بشكل الصيغة ، بل إنها لتفسد أحياناً حين نبدل صيغة بأخرى ، فمن الممكن أن نقول مثلا : 
هذا عمل نبيل شريف . 
ولكن لا نستطيع أن نقول مثلاً : هذا عمل بل شرف . ونحن نريد أن نصف العمل بالنبل والشرف . لأن نظام العربية يشترط أن تكون الصفة مشتقة من الناحية الصرفية .
 والأمثلة كثيرة على الصلة بين العلمين ، ومن ههنا لم يكن للنحاة بُدّ من أن يستعينوا بعلم الصرف ، في تحليل بعض العلاقات النحوية ، فيذكروا مثلاً أن كلاً من الحال والصفة يغلب عليهما أن يكونا من الأسماء المشتقة التي يحددها علم الصرف ، وأن الخبر قد يكون مشتقاً فيتحمل الضمير أو يستتر فيه ، وقد يكون جامداً من دون ضمير مستر .
 بل إن كثيراً من كتب النحو القديمة والحديثة لتمزج بين العلمين حين تتحدث عن المشتقات وعملها . على أن اللغويين القدماء قد حددوا مجال علم الصرف ، وحصروه في الكلمة المتصرفة . وهذا يعني أنه لا يدرس ما جمد من الأسماء والأفعال ، كالأدوات مثل : مَن ، ومتى ، وأين . وكالأفعال مثل : ليس ، وعسى ، وتعال وتركوا دراسة هذه الكلمات الفروع أخرى ، فكان من جراء ذلك أن توزعت في دراسات متنوعة متعددة ، كالدراسات المعجمية والدلالية والنحوية ، مع أن فعلم الصرف ، لأنه يدرس الكلمة ، ولا أرى ما يحول . دراسات متنوعة متعددة ، كالدراسات المعجمية والدلالية والنحوية ، مع أن مجالها الصحيح في علم الصرف ، لأنه يدرس الكلمة ، ولا أرى ما يحول بيننا وبين أن نوسع ميدان هذا العلم حتى يبلغ المدى الذي يتوفر عليه ما اصطلح على تسميته في اللسانيات الحديثة : المورفولوجيا Morphology وقد حاولت أن يكون هذا الكتاب وافياً بالغرض ، ملبياً لحاجات ( ۱ ) هناك وصف بالمصدر براد به غرض بلاغي ، ولا تقصده هنا . . الطالب الجامعي ، ولذلك أضفت إليه بحوثاً أخرى لم تكن في الطبعات الثلاث السابقة ، كالمنقوص والمقصور والممدود ، وجمع المذكر السالم ، وجمع المؤنث السالم ، والمثنى ، وتوكيد الفعل بالنون ، وبحوث المصدر . كما عُنيت بالمشتقات فزدت فيها أضعاف ما كانت عليه في الطبعات السابقة ، وأكثر من الأمثلة لتزداد رسوخاً في ذهن الطالب أو القارىء عامة .
 والله أسأل أن يوفق إلى الصواب .
تحميل pdf
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات