المشكلات التي تواجه معلم اللغة العربية عند تقويم اداء الطلاب اللغوي بالمرحلة الثانوية pdf
تُعد اللغة أهم ما توصل إليه الإنسان من وسائل الاتصال ، وقد تعددت اللغات بتعدد الأجناس والأعراق ، ومن اللغات التي ظهرت اللغة العربية التي استمدت أهميتها من كونها وسيلة اتصال ، فحققت التواصل بين متحدثيها ، إذ عبرت عن احتياجاتهم ، وجمعت تاريخهم ، وحفظت موروثاتهم ، فكانت وعاء لثقافتهم . : وقد تعدت أهمية اللغة العربية كل ذلك إلى ما هو أجل وأسمى ، فقد قال الله - تعالى - : إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبيًا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) . ( سورة يوسف : آية ۲ ) ، وهذا التشريف العظيم ازدادت أهميتها ، وارتفعت مكانتها ، حيث نزل القرآن الكريم بها ، فاحتونه با فيه من معجزات ، فكانت لسان دين خالد ، ولغة رسالة خاتمة ، ومن هنا وجب الاهتمام باللغة العربية ، وفي ذلك يذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية ( د . ت ، ص ۹۹ ) " إن اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب ، فإن فهم الكتاب والسنة فرض ، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية ، ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " . ا وقد اهتمت المملكة العربية السعودية ، ممثلة في وزارة التربية والتعليم باللغة العربية ، حيث نصت وثيقة سياسة التعليم بالمملكة ( 1416 ، ص ۹ ) على " أن الأصل هو اللغة العربية ، الغة التعليم في كافة المواد وجميع مراحله ، إلا ما اقتضت الضرورة تعليمه بلغة أخرى " .
كما اهتمت بوضع مناهج اللغة العربية المبنية على أسس سليمة ، وأهداف قويمة ، حيث جاء في وثيقة منهج اللغة العربية في التعليم العام بالمملكة ( ۱۲۰ ، ص ۵ ) وفي سياق الحديث عن أهمية تحديد أهداف المناهج الدراسية ما نصه : " ينبغي أن تظفر أهداف تعليم اللغة العربية بقدر كبير من العناية والاهتمام ، بوصفها المعيار الحقيقي لمتطلبات التلميذ ، ليكون قادراً على استعمال لغته الفصحى "وفي ضوء ذلك كلف المختصون تصميم وتطوير مناهج اللغة العربية بما يتلاءم مع أهدافها ، وأوكلت الوزارة تعليم اللغة العربية إلى معلمين معدين إعداداً علمياً وتربوياً ، استمر الاهتمام بهم ، ويتاهيلهم ، والرفع من مستواهم ، وتواصل ذلك بعقد الدورات التدريبية لهم أثناء الخدمة ، وذلك للاهمية التي يضطلع بها المعلم ، وما يقوم به من أدوار مهمة في العملية التعليمية .
↚
ولعل من أبرز هذه الأدوار المهمة ، تقويمه لتلاميذه ، حيث أن للتقويم بصفة عامة أهمية كبرى في العملية التعليمية ، حيث ذكر كل من يوسف والرافعي ( ۱۹۹۹ م ، ص ۳۳ ) " إن التقويم هو أكثر عناصر أي نظام تعليمي خطورة " ، فعلى نتائجه تتخذ الأحكام وتبني القرارات . ا وللتقويم في المجال اللغوي خاصة أهمية كبرى ، حيث ذكر محمد ( ۱۶۱۷ ه ص ۳۱ ) ما نصه " والحقيقة أن عمليتي الاختبار وتعلم اللغة ، هما عمليتان مرتبطتان يصعب فصل إحداها عن الأخرى " وهذا ما أكده الغامدي ( ۱۹۹۷ م ، ص ۱۱ ) بقوله " و يمكن اعتبار اختبارات اللغة روح التطبيق اللغوي " ، حيث إن تقويم أداء التلاميذ اللغوي هو الركيزة في تعلم اللغة ، يكشف عن أخطائهم ، ويعدل لغتهم ، وهذا هو الهدف الرئيس من تعلم اللغة .
ونظراً لهذه الأهمية فقد اهتم الباحثون التربويون بمجال التقويم ، فظهرت الأبحاث التي اهتمت بدراسة واقع التقويم ، والتي أظهرت عدداً من المشكلات التي تصادف المعلمين ، و تحول دون تقويمهم للتلاميذ بالشكل المطلوب ، مما يؤثر سلباً على عملية التقويم ، وبالتالي على العملية التعليمية عموماً ومن هذه الدراسات المتعددة دراسة البشر ( 1414 هـ ) ، والتي تناولت واقع التقويم في الدراسات الاجتماعية ، ودراسة الجغرافيا ، وكذلك دراسة الناجم ( 14۱۲ هـ ) ، والتي تناولت واقع التقويم المستمر في تدريس مقررات العلوم الشرعية الشفهية ، وغيرها من الدراسات التي أثبتت أن المعلم يواجه عدداً من المشكلات في مجال تقويم الطلاب .
ورغم أن الدراسات السابقة كانت في مجالات تعليمية غير مجال تعليم اللغة العربية إلا أنها أعطت مؤشرات ، وخرجت بنتائج أثبتت وجود مشكلات نصادف المعلمين في مجال التقويم ، وطالما أن هذه المشكلات موجودة في الميادين التعليمية ، فحري ها أن تواجه معلم اللغة العربية أيضاً ، وكان لزاماً أن تدرس المشكلات التي تواجه معلم اللغة العربية خاصة في مجال تقويم أداء طلابه اللغوي والكشف عنها .
ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتحديد المشكلات التي تواجه معلم اللغة العربية ، عند قيامه بتقويم أداء التلاميذ اللغوي .
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق