تحميل كتاب بين الأدب والنقد pdf
من حق الكاتب أن يجمع مقالاته التي يربطها خيط واحد في كتاب خاص ، لانها بمجموعها تلقي الضوء على أحداث أدبية معاصرة ، يجتهد الباحثون في رصدها وتفهم أسرارها . وقد قدمت في هذا النطاق كتابين تحت عنوان : ( حديث القلم ) و ( قطرات المداد ) ، وتوالى الرصد الأدبي لبعض الظواهر الخاصة بعلاقات الأدباء ، واكتملت هذه المجموعة . ولت مولعا بإثارة العواصف ، لأن الحديث النقدي عن مواقف الرواد حديث موضوعي ، لا يؤتي ثماره في عواصف الضجيج ، ولكنه يصل إلى غايته في جو من الهدوء العاقل ، حين يتحدث الكاتب عن الوقائع المشتهرة كثيرا ، والحانية أحيانا ، في جو مشبع بالعطف والتقدير ، مع مراعاة الحيدة التامة ، لأن التعصب الإنسان معين ، طفولة فكرية لا مجال للرجوع إليها ، ونقد الرائد في بعض مواقفه ليس تعصبًا عليه ، بدليل إنصافه وتقديره في موقف آخر ، والمجال مفتوح للتعقيب والنقد ، لأن الكلمة الأخيرة لم تقل بعد ، ما دامت هناك أوجه للنظر تلوح للدارسين بعد الخفاء ، ولكن الحلقات المتصلة في توضيح البواعث والنتائج ، تسهم في تحقيق الغاية المبتغاة ، ومن هذه الحلقات ما أتقدم به الآن . وطبيعي أن يختلف الكثيرون فيما قررته من آراء حول الأدب المكشوف ، وقضية الفن للفن ، والمنهج الإسلامي في كتابة السيرة الذاتية وغيرها ، لأن هذه القضايا الدقيقة ، ليست موضع اتفاق عام بين الدارسين ، وحسب كل دارس أن يخلص في إيضاح وجهة نظره ، وليس عليه أن يأتي بالصواب الحاسم ، إذ ليس في قدرته الإنسانية أن يصيب دائما ، لأنه بشر لم يُعط الكمال . . وأترك للقارئ أن يقرأ ، راجيا أن أحظى بسماع الراى الآخر مستندا إلى الدليل ، وليس كلامًا يُقال .
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق