العلاماتية وعلم النص (نصوص مترجمة) pdf
كتاب العلاماتية وعلم النص (نصوص مترجمة)
العلاماتية او السيميولوجيا هي علم العلامات أو السيرورات التأويلية . توجد إذن ، كما ذكر بذلك أمبرتو ايكو ( 1988 ) روابط عميقة بين العلامات والتأويل ، وذلك لأن شيئاً ما لا يكون علامة إلا لأنه يؤول بوصفه علامة الشيء ما بوساطة مؤول ماه ( موريس 1938 ) . ومع ذلك ، فإن العلامانية المعاصرة ، في الواقع ، قد تطورت عموماً بشكل مستقل عن التأويل . فلقد أرادت جوهرياً لنفسها أن تكون نظرية وعلماً يصنف العلامات ، وتحليلاً للشرع ( codes ) ، وقواعد ، وأنساقاً ، ومواضعات ، إلى آخره ، ولم تشأ أن تكون نظرية للتأويل . وليس سوى في وقت قريب قد انزاح النبر نحو قضايا التأويل ، وبشكل عام أكثر نحو ذرائعية للعلامات ( إيكو 1985 ) . ومع ذلك ، فعلى مقدار ما يكون هذا الانزياح في النبر مشتركاً بين معظم الأنظمة المابعد بنيوية ، وحيث كانت العلاماتية المعاصرة كنسية جداً ، وحساسية تجاه المرثرات النظرية الخارجية فإنه لمن الصعب حالياً تثمين النتائج على المدى الطويل ، والعلاماتية التي ستتخذها موضوعاً هنا هي نظرية العلامات بشكل اساسي ليس التفكير حول العلامات ولادة معاصرة ، حتى وإن كانت قد اختلطت خلال زمن طويل مع التفكير حول اللسان ، بسبب أهمية العلامات الكلامية في التواصل الإنساني . وهكذا ، فإنه توجد نظرية علاماتية ضمنية في التأملات اللسانية التقليدية ، في الصين كما في الهند ، وفي اليونان أو في روما .
وسيكون من العبث إذن أن ترغب في البحث عن الأصل التاريخي للعلاماتية عند مؤلف بعينه ، حتى وإن كنا تقليدياً نعزو هذا الشرف إلى سانت أوغستين ، وخاصة بالنسبة إلى تمييزه بين العلامات الطبيعية والعلامات التواضعية وكذلك تمييزه بين وظيفة العلامات عند الحيوانات وعند البشر ( De doctrina christiana ) .
↚
ولقد أولى السفسطائيون من قبل أهمية عظمي لهذه القضايا . وفي الواقع ، يجب الصعود على الأقل إلى أفلاطون وأرسطو ، ولقد سقى الفكر القديم فيما بعد القرون الوسطى ، حيث صاغ الموديون خاصة أنكاراً حول اللسان ، لها حمولة علاماتية . وفي عام 1632 ، نشر الفيلسوف الإسباني اج . بوائسوت « Ionnais a Sancto Toma ) « Tractatus de signis ) ( وهو متضمن في الجزء الثاني من كتابه ( فن المنطق ) ) . ولقد اقترح فيه ما يعد من غير ريب النظرية الأولى للعلامات ، وأقام فيه تمييزاً بين التمثيل والمعنى ، وأوضح خصوصية علامة المعنى الكامن في كون العلامة لا تستطيع أن تكون بنفسها علامة على الإطلاق ، بينما الشيء فيستطيع أن يمثل نفسه بنفسه . وهكذا ، فقد غدت العلامة في العلاماتية 15 غير ما حاجة ، كما هي الحال عند سانت أوغستين ، إلى أن تكون شيئاً مرئياً : إنها تعرف فقط بعلاقة القائم مقام » . وقد فتح هذا التعريف إمكانية لنشوء علاماتية عامة تتضمن أيضاً الأفكار الذهنية ( ديلي 1982 ) .
ولكن كان يجب انتظار لوك لكي نرى انبثاق اسم العلاماتية ) نفسه ، محدداً بوصفه لمعرفة بالعلامات ، ومتضمناً في الوقت نفسه اللانكاره الذهنية وعلامات التواصل المابين إنساني ( دراسة فلسفية تتعلق بالتفاهم الإنساني ) . ولقد كان هذا توسعاً لم يمن مع ذلك من غير أن يطرح بعض المشاكل ، وذلك لأنه لا يعفينا من التمييز بين الحالات القصدية ( الأفكار والتجليات الحساسة لهذه الحالات العلامات بالمعنى الأوغستي للمصطلح ) .
تحميل pdf
شكرا جزيلا
ردحذف