كتاب العربية وأبناؤها pdf
تحميل كتاب العربية وأبناؤها pdf
تشبه المسالة التي اتصدر لبحثها هنا أن تكون من أوسع مسائل العربية امتدادا . ويتخطى الاهتمام بها دوائر المتخصصين إلى من يستعلمون العربيّة قاطبة . ذلك أن جمهرة الناطقين بالعربية والكاتبين بها يشعرون شعورا قويّاً مُقيماً مُخرجاً مؤداه : ان اداءنا للعربية الفصحى يُقصر عن استكمال مظاهر الصواب ، وان خطأنا فيها حين نقرا وحين نعبر أصبح " سقطة عامة لا يكاد أحد يُطيق أن يُجانِبها . وينتظم هذا الاعتراف بالخطا من يقرأون بالعربية ويكتبون بها ، يكاد يستوي فيه ، ولو على منازل متفاوتة ، الشادون من طلبة المدارس والمتقدمون في التحصيل من طلبة الجامعات بل إنه يمتد إلى كثير من المشتغلين بالعربية والمتخصصين فيها . ويمثل موضوع الخطا ، على اختلاف تسمياته ، همّاً لغويّاً عريضاً في حياتنا العلمية والتعليمية والعامة ؛ | فالآباء والأمهات يشغلهم مستوى ابنائهم في اللغة العربية ويؤرقهم أن يجدوا أبناءهم ضعافاً فيها ، ويودون لو يكون اداؤهم فيها سليماً والمعلمون يُجارون بالشكوى من مستوى الطلبة في اللغة العربية ويستعرضون ، بكثير من الضيق والحيرة ، صنوفاً من اخطائهم الأولية في تركيب الجملة والإعراب والإملاء واستعمال المفردات إلخ .
والمشتغلون بالعربية في الجامعات وسائر الدوائر الأكاديمية يرصدون ما يكتب جمهور المتعلمين والمثقفين في الصحافة والتآليف العامّة فينكرون من الغتهم وجوها كثيرة يعتدونها من الخطا . : وأساتذة العربية في الجامعات لا يملكون إلا أن يُغينوا ضيقهم بمستوى طلبة الجامعة في اللغة ؛ إذ يجدونهم ضعافاً في كثير من وجوه الأداء اللغوي الأولية ، ويُلْحَظون أنهم ينقلون إلى الجامعة ميراثهم المدرسي من الضعف اللغوي ، ويأخذ الأساتذة على طلبتهم كثيرا من أخطاء النحو والصرف والإملاء . . إلخ .
↚
ولعل الجامعات ، وخاصة أقسام اللغة العربية ، قد ظلت إلى عهد قريب تعتد هذه المسألة مسالة مدرسية تُلقي فيها المسؤولية على المراحل التعليمية التي تسبق الجامعة ، وترى أن الجامعة تمثل مستوى آخر في تحصيل المعرفة بالعربية على أنحاء منهجية متعمقة متقدمة ، وأنه ليس من وظيفتها أن تشغل باستدراك ما تخلّف في الطلبة من آثار المدرسة . وهل يليق بالأستاذ الجامعي أن يرتد إلى تعليم الطلبة أوليّات النحو والإملاء حين يجدهم يَلْحَنون ويخطئون في تلك المبادى ؟
ولكن هذا الضعف اللغوي قد أصبح ظاهرة جامعيّة . ولم تجد الجامعات بدا من التصدي له ؛ ذلك أنه أصبح يمثل أمرا واقعاً يُعثر فيه الأساتذة ويجدون من غير المنطقي أن يتجاوزوا عنه مُغفلين أو متغافلين . وكيف يكون منطقياً أن تأخذ الطالب الذي يتعثر في معرفة مبادئ النحو على المستويين النظري والتطبيقي - بدرس النحو في كتبه الأصول ونظريته عند الأوائل ؟ وكيف يكون اللغة العربية وابناؤها منطقياً أن تأخذ الطالب الذي يُجمجم بقراءة النص قراءة جهرية . . بأن يتصدى القراءته قراءة نقدية " تمثل " إضافة " جديدة إليه ؟ وهكذا . وقد ورد علينا هذا الأمر غير مرة في قسم اللغة العربية بالجامعة الأردنية . وكنا نتدارس التدابير التي يمكننا أن نتخذها لمعالجته . ويظل ضيقنا به يتسع . ثم إن القسم راى أن يعقد ندوة يخصصها لبحث هذا الأمر .
فلما اتجهت إلى المشاركة في الندوة رايت ان اجمل مساهمتي فيها على النحو التالي : - ان انظر في نماذج من كتابات الطلبة ( فيما كانوا يودون من امتحانات ويعدون من أبحاث ) ، ونماذج من الصحافة المحلية والعربية ، وطائفة من التاليف التي تعالج المسائل العامة ؛ ظئاً مني أن هذه العينة تمثل المستوى العام الجاري من الأداء بالعربية وانها تمثل المستوى الذي يقع فيه الخطا .
- وأن استخرج ما وقع في النماذج المتقدمة من " أخطاء " .
- وأن أعمل في تصنيف تلك الأخطاء .
- ثم أحاول أن التمس لها " تفسير "
وذلك اني كنت الاحظ ، بتراكم الخبرة ومتابعة هذه المسألة بصورة عفوية ، أن جل الأخطاء التي نضيق بها تكرر لدى أصحابها على نحو " مشترك " واصبح السؤال الكبير لدي : لماذا يلتقي الطلبة والكتبة على الخطا في هذه المواضع بأعيانها ؟ ا واستقرّ لدي أن التصدي للخطأ ومعالجته لا يتحقق بإعلان الضيق والجار بالشكوى وانه ينبغي أن نقوم بمسح الأخطاء وتحليلها وتعيين عوامل الوقوع فيها ، وكنت أظن أننا إذا توصلنا إلى تفسير تلك الظاهرة " وتحديد النواميس الفاعلة فيها فَقَد توفق في رسم خطط علاجها .
تحميل كتاب العربية وأبناؤها pdf
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق