البنية السردية في القصّة القصيرة عند محمود تيمور

قضايا ابستمولوجية في اللسانيات pdf 
يفتح الاختبار الإبستمولوجي المجال لفقه الذات ، بصياغة جديدة للأسئلة في خصوص النظر اللسان وحدوده وأشكاله ورسومه ، فكما تساءل اللسانيات عن أحوال اللغة وطرائق جريانها ، لتصفها وتفسرها وتكشف عن منطق تصريفها . . . ، تتساءل إبستمولوجيا اللسانيات عن هذا الخطاب ( الميتالغوي ) ذاته ، بقصد الكشف عن أصوله ومنطقه واستلزاماته ومناهج تحققاته ، لذلك كان من الطبيعي أن تفرز الممارسة اللسانية خطابا ابستمولوجيا موازيا يسائل ويفسر ويكشف ويقوم وينتقد . . . 
غير أن تقوم هذا المسار لا يخلو من صعوبات ، فالنماذج المعتمدة لا تنتمي إلى إطار نظري واحد ، ولا تستوحي مبادئ وأسسا ميتودولوجية واستدلالية موحدة ، كما لا تنتمي إلى حقبة زمنية واحدة . . . ولذلك لا مناص من اعتماد تقويم أفقي وعمودي يزاوج بين استحضار الاعتبارات التاريخية لنمو الممارسة اللسانية وشروط تلقيها التاريخية ، وبين الاعتبارات السنكرونية .
 إن هذا المسلك التقويمي يستحضر التراكم النظري الذي عرفته فلسفة العلوم في السنوات الأخيرة ، وهذا يسمح باجتراح أدوات تحليلية متعددة تعتمد لغة العلم وأساليب بناء النماذج واستراتيجيات الوصف والتفسير وفحص ماسك الجهاز الافتراضي وآليات العبور من الفرضيات والنماذج المبنية إلى وصف المعطيات والوقائع واستصراح الإستراتيجيات والافتراضات المطوية في ثنايا الاستدلال ، ورصد التقاطعات المعرفية التي تسمح بوصف عبور المفاهيم واليات التحليل والاستدلال من علم إلى آخر ، علاوة على فهم أشكال تلقي المعرفة اللسانية وحدود استيعاب أسسها ومبادئها في الثقافة العربية المعاصرة . وسيلاحظ قارئ الكتاب أننا لم نستند إلى مرجعية ابستمولوجية محددة ، فأدوات القراءة تمنح من مرجعيات نظرية وفلسفية متعددة المشارب بدءا من نسق فوكو في حفريات المعرفة ) ، مرورا بـ " الفلسفة الوضعية " و " فلسفة العلوم " ، وصولا إلى " الإبستمولوجيات المعاصرة " والنقاش الذي تشهده ابستمولوجيا اللسانيات حول مجموعة من القضايا مثل تشابك البراديمات وأساليب النمذجة وتقنيات الوصف والتفسير وآليات فحص القوة التفسيرية النظريات من قبيل التقييس الحاسوبي والتنبؤ وتوسيع ميادين الاكتشاف ونقل القوانين والفرضيات من مجال تفسيري إلى آخر . . . وقد سعينا إلى ربط المقاربة التقويمية بمداخل تصنيفية لأشكال الكتابة اللسانية العربية . يستند مبدأ التصنيف إلى مسوغات منهجية ومعرفية ؛ مفادها أن تراكم المعارف اللسانية العربية عبر عقود من الزمن لم يتم ولا يتم في محال واحد ؛ فقد شكل تنويع مجالات الممارسة اللسانية القاعدة لا الاستثناء ، وظلت اللسانيات العربية تتحرك في فضاء استدلالي منشعب يجمع بين التراث اللغوي العربي واتجاهات البحث اللساني الحديث والتناول الإبستمولوجي رغم محدوديته . 
وقد شكل تفاعل المعارف المستند إلى مرجعيات مختلفة : كرائية ومعاصرة مصدر ثراء وعائق بحث في الآن نفسه من بين عوائق ابستمولوجية  وإيديولوجية أخرى ، حالت في أحيان كثيرة دون تخصيب النقاش في قضايا مختلفة تحتاج إلى تناول علمي وإبستمولوجي لإقرار أشكال الاتصال والانفصال بين النحو واللسانيات ، وبين مفاهيم التراث وآليات النمذجة والتفسير والبناء المفهومي في اللسانيات الحديثة . . . 
نقدم في هذا الكتاب طائفة من المفاهيم الدالة في فهم الممارسة اللسانية ، مع الحرص على ربطها بإطار معرفي أعم ؛ يتعلق الأمر بطرائق التنظير والاستدلال والتفسير المعمول بها في الخطاب العلمي المعاصر ؛ لأن المسألة لا تنحصر في استصراح خطاب لسان غربي معزول عن ارتباطاته المعرفية بقواعد العقل العلمي المعاصر ، ولهذا الربط نتائج بالغة الأهمية بالنسبة إلى اللسانيات العربية التي ينبغي أن تستحضر في نقاشاقا مفاصل تفاعل السباقات المعرفية في التفكير اللسان المعاصر ، فغياب هذا الاستحضار يمثل مصدر سوء فهم ومغالطات وتأويلات زائفة وقراءات سطحية للسانيات الغربية .
تحميل الكتاب