القائمة الرئيسية

الصفحات

تحميل كتاب اللسانيات ومنطق اللغة الطبيعي pdf



تحميل كتاب اللسانيات ومنطق اللغة الطبيعي pdf

تحميل كتاب اللسانيات ومنطق اللغة الطبيعي pdf
 كتاب اللسانيات ومنطق اللغة الطبيعي pdf
 لقد شملت حركة تجديد لغة الرياضيات المنطق الأرسطي وسائر المناهج التجريبية . وليس من شك في أن هذه الحركة امتد أثرها مع كوتب فريجة وتارسكي ، وكارناب إلى ميدان اللغة الطبيعية على الأقل بناء أنساق نظرية قابلة لأن تتحقق ، والذي ينظر في كتاب المدخل إلى السيمانطيقا لكارناب يندهش البناء هذا الصرح العجيب . وإذا كان البحث في تجديد منطق اللغة الطبيعية العربية لم تستقر أسسه بعد في الدراسات اللسانية في العالم العربي فإنه من الملائم أن يتأمل الدارسون ما أنجز من أعمال سواء فيما يتعلق بسيمانطيقا اللغة الطبيعية أو منطقها الداخلي وعلاقة هذا المنطق بالنحو . على أن دراسة النحو في علاقته بالسيمانطيقا قد انجزت في اللسان العربي مع عبد القاهر الجرجاني ، إلا أن تجديد النحو العربي ، وربما استبداله بنحو آخر أقرب ما يكون إلى منطق اللغة الطبيعية العربية يقتضي في بادىء الرأي أن يستأنس نظر الدارس العربي بالطرق الحديثة في تناول ظواهر النحو والمنطق معا كما هو الحال في هذا الكتاب اللسانيات ومنطق اللغة الطبيعيه لجورج ليكوف ، لأن تعويد النظر في مثل هذا التراكيب والصياغات الرمزية والتالف معها كما هي واردة في هذا الكتاب يمكننا من أن نخرج على التدريج من منطق نحونا الكلاسيكي إلى المنطق الحديث اللغتنا الطبيعية وهو موجود ومفروغ منه . وعندما يمارس الإنسان هذا النمط من الفكر المتجلي في منطق اللغة الطبيعي فسوف يكتشف أنه هو الوسيلة الوحيدة المسموح باصطناعها الإثبات الحقيقة . 
وإذن فهذا الكتاب لجورج ليكوف يطلعنا بل يدفع كل واحد منا الأن يطمح في الانتصار لمنطق اللغة الطبيعية . وليس هذا المش روع الذي أنجز بعضه علماء اللسان المعاصرين كان تصوره غائبا عن علماء النحو ، والبلاغة ، والمنطق في لغتنا يقول أبو حيان التوحيدي في الامتاع والمؤانسة ( ص 107 ، ج 1 ) : ذكرت للوزير مناظرة جرت في مجلس الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات بين أبي سعيد السيرا في وأبي  بشر متى واختصرتها . . . وهي تدور على بناء البلاغة وتأسيسها على المنطق . وكل منو المحاولات تدل على الشعور العميق بإمكان العباد منطق اللغة الطبيعية وبأن اللغة الواحدة ليس لها منطق واحد ، وإنا ضروب كثير من النحو والمنطق معا . 

وقد ثبت في عصرنا أن كل لغة طبيعية تحتل بالفعل أنواعا كثيرة من النحو والمنطق ، والتحقق منها ليس إلا نوعا واحدا . وهكذا نكون قد خرجنا من التصور الكلاسيكي للنحو وكونه خاضعا فقط للمنطق الأرسطي الذي هو منطق الوجود الأنطولوجي ontologic . على أن مساويء المنطق الأرسطي إذ اعتبر أنه أداة العلوم تولد من هذا الإعتبار أن النحو أداة . ومن ثم أصبح علم النحو كالجدل السوفسطائي نوعا من المعرفة يمكن للإنسان أن يحصله بكامله ، ولكن بدون أن نقول عنه إنه يمتلك العلم ، وإنما يمتلك أداة العلم . هذا التصور يجعل المعرفة المكتسبة عن طريق النحو ، وبالتالي عن اللغة غير يقيننية ولابرهانية . كأن النحو في الإعتبار الكلاسيكي العربي هو معرفة صحيح النطق والتكلم ، وليس طريقا اللتفكيرة بينها البنى التصور المعاصر ، كما هو ظاهر في هذا الكتاب وغيره على أن البنية التحوية للجملة والبنية المنطقية لها تكاد تكون واحدة ، وأن القاعدة العقلية تتفق مع القاعدة النحوية والإشكال الذي يدرسه ليكوف في هذا الكتاب هو ما إذا كانت البنيات النحوية والمنطقية اتفاقهما عارض ، ناتج عن الصدفة أم الأمر يرجع إلى شيء واحد هو بنية الفكر ذاته . وكانت الإجابة عن هذا السؤال من خلال دراسة عينات وظواهر لغوية مأخوذة من اللغة الإنجليزية مع استغلال نتائج النحو التوليدي ، أن الاتفاق بين بنية الجملة النحوية والصورة المنطقية المقابلة لها هو اتفاق خاضع لنوع من الانتظام والاطراد بحيث يسمح لنا أن نصيغ قوانين تحكم البنيتين . ومن ثم فإن ليكوف يرفض أن تتحول الدراسات النحوية واللغوية بوجه عام لكي تصبح مجرد أنساق نظرية صورية كالحال مع بعض فلاسفة السير انطيقا من أمثال كارياب ، لذلك يجب أن نتحدث عن إمكان العباد منطق طبيعي للغة الطبيعية مستخدمين في ذلك المنهاج في صورته التجريبية بحيث يمكن الاحتكام إلى الوقائع والظواهر اللغوية ما تقدمه لنا البنيات والتراكيب اللغوية .
 وحتى تتضح لنا الخطاطة العامة أو التصور العام لإمكان قيام هذا المنطق الطبيعي نشير إلى المبدا العام في النحو التوليدي ويتخلص في الصيغة : 
 بنية عميقة - بنية سطحية ) صورة منطقية وكل جملة يفترض فيها حسب هذا النحو أن تخضع لهذه الخطاطة العامة ومن ثم يمكن أن نشتق من عبارة معينة صيغا أخرى . وكمثال بسيط : جميع أبناء عمرو سود شعر رأسهم . فهذه الجملة يمكن أن نولد منها أو أن نشتق منها صيغا أخرى عن طريق الاقتضاء ، كأن نقول : وإذن فعمرو متزوج وأنه أو امرأته أو كليهما أو واحدا على الأقل من أجدادهما شعره أسود . فنحن في هذا المثال تركنا الصيغة الأصلية واستنبطنا منها حسب الاقتصاء معاني أخرى . 
وبتعبير آخر فإن الصيغة الأصلية لها منطوق كما يقول علماء أصول الفقه ولها مفهوم الموافقة أو المخالفة أو فحوى الخطاب وليس المقصود أن نتابع فصول هذا الكتاب ، وأمثلة ومناقشته استنتاجاته ، وإنما المقصود أن نبين كيف أن هذه الدراسة تحاول أن ترفع مستوى المعرفة المستنبطة من قواعد منطق اللغة الطبيعية إلى معرفة يقينية . 
ذلك أنه إذا ثبت لنا أن بنية النحو وبنية المنطق واحدة كان لنا أن ندعي أن المعرفة المكتسبة عن طريق اللغة بوجه عام هي معرفة تصف الواقع ، وإذا كان هذا الوصف صادقا كان النحو بالفعل منطقا ، وبالتالي علما وليس أداة كما كان يعتقد ، وأن المعرفة فيه حقيقية لاظنية راجحة كما كان يقول علماء أصول الفقه ، إذ الاقتضاء عندهم ، ودليل طريق الأولى وغيرهما   كلها ضروب من الاستدلالات الراجحة ، لأنها منبنية على الإمارة والعلامة . واعتقد أن هذا الكتاب لجورج ليكوف بتنويعه لطرق تناول موضوعه ، باستخدام المنطق الزمري سواء في حساب التحليل للقضايا أو لدالات القضايا ، أو منطق الجهات يكشف عن أهمية فنون تحايل اللغة الطبيعية حتى تقترب من وصف أحداث الوجود ومظاهره ، وأناط العلاقة الممكنة بين الشيء وخصائصه ، متوسلة في ذلك بأبواب من النحو كالحال ، والظرف ، وهي دراسة ذات قيمة عظيمة لأنها سوف تجعلنا نتخلى عن التصور الكلاسيكي للنحو وننظر إليه من خلال تصورات جديدة ، وأيضا ستمكننا هذه الدراسة لا أن نبحث عن منطق لغتنا الطبيعية بل أن نعيد بناء معظم أبواب منطق أصول الفقه . 
تحميل كتاب اللسانيات ومنطق اللغة الطبيعي pdf
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. اريد فكرة شاملة على هذا الكتاب من فضلكم اي راي جورج لايكوف حول اللسانيات ومنطق اللغة الطبيعي

    ردحذف

إرسال تعليق