كتاب في الأدب المغربي المعاصر pdf
ولكن موضوع الأدب المغربي المعاصر هو الذي يفرض على الباحثين الأخذ بهذا المسار التاريخي الذي سيتضح منه ظهور الأجيال المتلاحقة ، وامتياز كل جيل بمقومات وخصائص .
الثالثة- الأجناس الأدبية : وهذه الدعامة أكثر فائدة في التصنيف من الدعامتين السابقتين . وعلى الرغم من أن التخصص في جنس أدبي بعينه ليس ولن يكون التزاماً تعتصم به الشخصية الأدبية ، فإن الغالب هو :
أولاً : غلبة جنس أو أكثر على جيل من الأجيال .
ثانياً : تخصيص بعض الشخصيات في أحد الأجناس الأدبية ، لأنها تساير مزاجه من ناحية ، وتطوع التعبير الفني لوظيفة الأدب عنده من ناحية أخرى . . وبديهي أن تنقسم الأجناس الأدبية ولو بصورة غير دقيقة على أساس الشعر والنثر الفني ، ثم تنقسم على أساس الاتصال المباشر ، أو غير المباشر بجماهير المتلقين والمتذوقين كالمسرحية والرواية والقصة القصيرة .
ولقد كان المفروض استكمالاً للتعريف بالأدب المغربي المعاصر ألا نغفل الملحون والشعي ؛ لأن التراث الأدبي في واقع أمره لا يستوعب الفصيح وحده ، ولأن الأدب المتوسل باللهجات الأخرى ترق بعض آثاره إلى المستوى الذي يجعله جديراً بالدرس ، ولأن بعض الشخصيات التي نبغت في الزجل وما إليه لها من الشهرة ما يكافئ الأدباء الآخرين ، ولكن هذا الجانب من الأدب المغربي يحتاج إلى معرفة أوسع وأعمق بالنصوص في إطار بيئاتها الاجتماعية المختلفة ، ولذلك اكتفينا بالشعر والرواية والقصة من هذه الأجناس الأدبية . | والمنهج التكاملي تطلب منا أن نمزج بين هذه الدعامات الثلاث ، وغن نذكرها هنا للتوضيح فحسب ، وذلك لأننا اعتمدنا عليها مجتمعة في مرحلة الإعداد والدرس . ولما كانت دراستنا تستهدف تعريف المشرق العربي بالأدب المغرب المعاصر فقد مهدنا لها بتحديد مركز للعرض التاريخي السياسي .
ويواجه القارئ بعد ذلك الأجناس الأدبية على الدعامات الثلاث ، لكي يعايش الشخصيات والظواهر كما عايشناها . وهذا الجهد المتواضع الذي قمنا به ليس إلا مجرد مدخل يتطلب المتابعة والتوسع والتخصص ، . وأملنا أن يتحقق ذلك في أقرب فرصة . ومن الواضح أننا آثرنا بالعرض والدرس الأدب المغربي المعاصر الذي يتوسل باللسان العربي . ويذلك نكون قد تركنا الأدب التوسل باللسان الفرنسي . ولسنا هنا في مجال المناظرة حول مغربية هذا الأدب أو عدم مغربيته ، فالقول الفصل في ذلك هو أن هذا الأدب إنما صدر عن أدباء مغاربة ، كما أنه في بعض أشكاله ومضامينه لا يتجاوز الأصالة المغربية . ولغيرنا من المتخصصين الحق في دراسة مثل هذا الأدب وإصدار الحكم الصحيح عليه . ومها فصّلنا القول حول ظاهرة أو شخصية أو جيل فإننا لم نستطع ، ولن نستطيع أن نخرج عن النظرة التي تتسم بالشمولية مسايرة منا للمنهج التكامل الذي صدرنا عنه في هذه الدراسة إلى جانب الحيدة الموضوعية التي التزمناها ما وسعنا الجهد .
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق