القائمة الرئيسية

الصفحات

شعرية الحداثة في الرواية العربية PDF


شعرية الحداثة في الرواية العربية PDF


شعرية الحداثة في الرواية العربية

شعرية الحداثة في الرواية العربية PDF
تعكف مباحث هذا الكتاب على دراسة نصوص سردية حداثية لستة أدباء من مختلف الأقطار العربية : إبراهيم نصر الله ، إدوار الخراط ، إبراهيم الكوني ، زكريا تامر ، ليلى الأطرش وسحر خليفة . وهي نصوص تبقى مؤطرة داخل تیار الحداثة ، رغم اختلاف تجارب الأدباء ومفاهيمهم الجمالية وأزمنة صدور مؤلفاتهم . تتميز الدراسات في هذا الكتاب برؤية نقدية جديدة ومختلفة ، تبحث في أدوات التشكيل الفني واستراتيجيات القص واستجابتها ، من جهة ، لمفارقات " الواقع " المراوغ والملتبس ومتغيراته ، في ظل الظروف السياسية والاجتماعية التي وجد الروائيون العرب أنفسهم فيها ، واستجابتها ، من جهة ثانية ، للتغيرات المستمرة في مفهوم الأدب ، ووظائفه وجمالیاته ، وفي قواعد إحالة النص . كانت أبحاث هذا الكتاب في الأصل مقالات ، صدر أكثرها في مجلات علمية ، أو محاضرات ألقيت في مؤتمرات دولية أو محلية . وقد ارتای مجمع القاسمي للغة العربية أن يضمها في كتاب ؛ لما بينها من قاسم مشترك في المنهج والمقاربة الأسلوبية ؛ وحتى يتسنى للباحثين وطلاب الجامعات والكليات والمثقفين الاطلاع عليها والإفادة منها . أجريت بعض التغيرات الفنية على المقالات والمحاضرات الأصلية لكي تتناسب مع صدورها في کتاب ، يضم مجموعة دراسات في منهجية ورؤية موحدة . 

 كيف يتصور المفكرون العرب حداثتهم ؟

 تبلورت في العالم العربي حداثة في مجال الفكر والثقافة العامة ، ولكنها لم تنجح في تحديث عميق الجذور في بنية الواقع الموضوعي . لقد وقفت هذه الحداثة عند نخبة علوية عاجزة عن أن يكون لها تأثير فاعل في التحديث ، وقد تكون حداثتها مجرد صدى لتأثيرات خارجية ، محاكية مصدرا منفصلا عنها ، منفصلة في محاكاتها عن الواقع الذي تعيش فيه ، غير عابئة بأحوال الناس وأسئلة التاريخ . هذه الحداثة بمثابة وثبة من المجتمع التقليدي إلى الحداثة دون المحطات الضرورية في قاع البني المادية للواقع ، إن المثقف في سياق هذا الخطاب الذي ينتجه ، إنماينتج خطابا تابقا متأثرا من الغرب ، لا يجد له في الواقع الفعلي أي تبرير ، فيقفز فوق تحديث البني الاقتصادية والاجتماعية والعقلية باتجاه الروح العبثية القلقة الحائرة المغتربة للنزعة الحداثية كما نستطيع تلمسها لدى بعض تيارات الحداثة الغربية .
 صحیح أن أمورا عديدة حدثت في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم العربي ، وتحقق تنوير وتحديث ، بل وتحققت منجزات مبدعة خاصة في مجال الأدب والفنون ، ولكن هذا الذي حدث لم يعد - في رأي محمود أمين العالم - أن يكون " نخبويا علویا برائيا ، أو كان ولا يزال متناثرا في جزر محاصرة متفرقة ، ولم يمس جذور الأبنية العميقة الأساسية لمجتمعاتنا العربية ، فما زال تخلفنا الاجتماعي قائما ، ولا يزال بل يتفاقم تمزقنا القومي ، ولا تزال أميتنا الأبجدية شائعة   بين أغلبية سكاننا فضلا عن التدني الثقافي السائد ، إلى جانب أن اقتصادنا لا يزال اقتصادا هشا تابعا [ ... ] في محيط من الفاقة والتخلف .
 ويتساءل محمد بدوي : " أين نحن العرب من هذه الأشياء ؟ متى كانت الواقعية والعقلانية والتصنيع الشامل والتكنولوجيا الحديثة هي السمات الغالبة على مجتمعنا في يوم من الأيام ؟ " . يستنتج مما كتبه معظم مفكري العرب أن الحداثة في العالم العربي لا يمكنها أن تكون بالمفهوم نفسه الذي اكتسبته في مسارها التاريخي الغربي بوصفها " الصيغة التي ترسم البنيات الجديدة والتاريخ الاجتماعي وحركات الفكر والإبداع النافية والمناهضة للتغييرات التي حملتها العصرية " لكن المفكرين والنقاد العرب يعتقدون أن ثمة حداثة عربية تنويرية كانت قد بدأت تتخلق في مطلع النهضة ، ويعتقد حجازي " أنها بدأت في اللحظة التي أخذ فيها الشيخ حسن العطار يقول " إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها ويتجدد فيها من المعارف ما ليس فيها ، وفي اللحظة التي أكد فيها رفاعة الطهطاوي ضرورة التلازم بين الحداثة والتحديث بمقولته المشهورة " بأن الوطن إنما يبني بالحرية والفكر والمصنع " .
رابط التحميل
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات