كتاب بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي pdf
تحميل كتاب بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي pdf
يتحدد الهدف من وضع كتاب عن بنية النص السردي في غاية ذات بعدين :
البعد الأول : تقديم معرفة منتظمة بالجهود المبذولة خارج العالم العربي ، وهي جهود ليس لها نظير في ثقافتنا النقدية ، وتأتي أهمية نقل التجربة النقدية البنائية من حيث أنها أعادت النظر في طبيعة مُمارسة تحليل الأعمال الأدبية استناداً إلى معطيات علمية ، وخاصة بعد التطور الكبير الذي عرفته الدراسات اللغوية واللسانية الحديثة ، وهو ما لم يحدث في ثقافتنا بسبب غياب أي اهتمام بالسرد في النقد القديم ، وبسبب هيمنة نظرية الشعر على الدراسات الأولى التي ظهرت في بداية هذا القرن ، مع أنها كانت تقوم بتحليل أعمال سردية لها طبيعة مخالفة ، وكذلك بسبب هيمنة المناهج الخارجية فيما بعد على تحليل هذه الأعمال .
البعد الثاني : هو محاولة اختبار المسيرة النقدية التي قطعتها التجربة العربية في هذا الميدان بحكم أن السنوات العشر الأخيرة بدات تعرف ميلاً نحو تطبيق هذا التحليل الداخلي ذاته في دراسة النصوص السردية ، وقد اشتملت أغلب الدراسات التي وظفت المقاربة البنائية على مقدمات ومداخل تعكس كيفية تمثل النقاد لكثير من الجهود المبذولة في هذا المجال . ا كما أن تطبيق معطيات المنهج البنائي على النص العربي لم يكن أبداً يخلو من خصوصية . لذلك يصبح من مهام هذه الدراسة أن ترصد التغيرات الحاصلة في المقاربة البنائية للسرد سواء من جانبها النظري أم من جانبها التطبيقي .
ولأن النظرية النقدية البنائية هي نظرية موزعة حتى في مواطن نشأتها وتطورها ( لأنها عبارة عن جهود متفرقة تلتقي أساساً عند محاولة عَلَمَنّة الدراسة النصيّة للأدب ) فإن الحديث عنها يقتضي الرجوع إلى هذه المحاولات المتفرقة ذاتها ، مع مراعاة انتظامها التاريخي قدر الإمكان لكي يتضح للقارىء خط تطورها الطبيعي . وهذا ما جعلنا نبتدىء بالإشارة إلى جهود نقدية يمكن اعتبارها تمهيداً للمقاربة البنائية ذاتها ، ونقصد بها جهود النقاد .
↚
الأنجلوسكسونيين فيما عُرف في العالم العربي تحت اسم و النقد الفني ، وهو نقد ، وإن كان لم ينفصل عن النظرية الجمالية إلا أنه أخذ في تركيز اهتمامه على النص . وكان من الطبيعي أن نشير إلى النقاد الذين اهتموا بالسرد من أمثال : بيرسي لبوك ( Percy Lubbok ) وفورستر ( E . M . Forster ) وادوين موير ( Edwin Muir ) ، وكذلك جهود النقد الشكلاني التي تعتبر رافداً له أهمية قصوى في تطور النظرية النقدية البنائية في السرد . ويلاحظ أن الانتقال من الجهود الشكلانية إلى أقرب محاولات النقد البنائي يرسم خطاً تطورياً واضحاً يبتدىء بدراسة البنيات الصغرى في الحكي ( Micro - structures ) ، وينتهي بدراسة البنيات الكبرى ( Macro - structures ) وضبط طبيعتها . ولم يكن من الممكن الوصول إلى وضع خطاطات تجريدية كبرى للنصوص السردية كما نجد عند غريماس ، وليفي ستراوس ورولاند بارت ، وبريمون ، لولا اعتماد هؤلاء جميعاً على الجهود السابقة في حقل الشكلانية ، ونقصد بذلك جهود تو ماتشيفسكي وفلاديمير بروب بشكل خاص . وسَيْلاحَظ أيضاً أننا اعتبرنا علم الدلالة البنائي جزءاً أساسياً من النظرية البنائية لأنه لم ينتقل عند غريماس بالخصوص إلى ما هو خارج النص . كما تعاملنا مع منطق الحكي كما جاء في مجهود كلود بريمون كمحاولة شبيهة بما قام به غريماس نفسه ، وبذلك تكتمل الصورة بالتقريبية لأتم المقاربات البنائية التي بدأت في التشكل مع ظهور الشكلانية الروسية ولكنها تطورت وتبلورت في فرنسا .
بعد رسم الخط التطوري الذي اشتركت فيه البنائية مع الجهود السابقة تبينت لنا ضرورة تقديم النظرية البنائية ذاتها في شكلها الواضح من خلال الحديث عن مكونات الحكي ، فقي النطاق الحديث عن هذه المكونات برز المجهود الجبار الذي قام به النقاد في الكشف عن أسرار النظام الداخلي للأعمال الإبداعية السردية ، وهكذا تحدثنا عن السرد ، وزاوية الرؤية ( التبئير - Focalisation ) وعن المفهوم الجديد للشخصية مع التركيز على النموذج العاملي .
وانتقلنا لدراسة الفضاء الحكائي بمختلف تجلياته بما في ذلك فضاء النص وتشكيل الغلاف . وميزنا في الزمن الحكائي بين زمن القصة وزمن الخطاب ( زمن السرد ) ، كما قدمنا تعريف البنائية للوصف ووظائفه المختلفة .
تحميل كتاب بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي pdf
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق