البلاغة وتحليل الخطاب دراسة في تغيير النسق المعرفي
ظلت البلاغة تشغل حيزا عظيمة في حقول المعرفة الفلسفية والنقدية والأدبية منذ أرسطو ، ومرورا بالدراسات العربية في عصورها الذهبية وصولا إلى التيارات الأدبية الحديثة .
وللبلاغة علاقة وطيدة بالنص الأدي في شتى مظهراته وتشكلاته الفنية والأدبية والتحليلية ، وفي هذا تنصب البلاغة لنفسها مقام محمودا في الحقول المعرفية المختلفة .
وقد عملت المدارس الأدبية والنقدية المختلفة على تكميل الرؤية ، وفتح طرق التوسع في فهم النص وتحليله بإضافة نظريات وآليات نقدية وتقنية لخدمة المغزى العام من وراء التعامل مع النص الأدي .
وصادف القارئ عبر العصور سيلا عرمرما من المصطلحات النقدية ، انتجت عن هذا الصراع بين التيارات المتضاربة و المتناطحة . ومن هنا ، وقع هذا الخلط والاضطراب في بناء النسق البلاغي للخطاب الأدبي . وهذا عائد إلى تغير هرم التنسيق المعرفي ، الذي يعتب منهجا على سائر المناهج المسيرة للحركة العامة للحياة المعرفية والثقافية ... وهذا البحث يطرح جملة من الأسئلة المنهجية والعرقية ، تتمحور حول البلاغة وتحليل الخطاب وسر تغير آليات تحليل الخطاب في الدراسات المختلفة .
وهل يمكن أن تظهر بلاغة عامة تجمع بين معطيات البلاغة القديمة والبلاغة الجديدة في تحليل الخطاب ؟ ولإثراء هذا الموضوع سنبحث هل من علاقة بين البلاغة والأسلوبية من جهة والبلاغة وعلم " لسانيات التص " أو كما يسميه البعض البلاغة الجديدة من جهة أخرى ؟
تعليقات
إرسال تعليق