القائمة الرئيسية

الصفحات

الموجز في قواعد اللغة العربية pdf


 لذلك اضطررنا - بعد تدريسنا في هذه الكتب بعض الوقت - أن نرفعها من أيدي طلابنا في السنة الجامعية الأولى على الأقل ، وأن ننخل مادتها ونفرغها في أسلوب حديث سهل منسق بحيث يستوعب الطالب مادة العلم ويتذوقها بعد أن كان يشقى باشتغاله بحل عبارة المؤلف عن هضم المادة نفسها ؛ حتى إذا ملك هذه المادة في السنة الأولى أو في السنتين الأوليين ، وضعنا بين يديه ما شئنا من كتب القدماء في السنتين الثالثة والرابعة وقد اشتد عوده ، وأحاط علمه بأكثر محتوياتها .
 كنت على أن أسلك مع طلابي في لبنان خطة حمدت أثرها في جامعة دمشق : أجعل بحوث المنهاج شركة بيني وبين الطلاب ، ألقي عليهم بعضها على نسق مختار ويحضرون هم عليه بقية المنهاج في مستوى وسط بين مواد كتابين : ( قواعد اللغة العربية لحفني ناصف ) و ( جامع الدروس العربية للغلاييني ) مع عناية بالشواهد ليست في الكتابين ، فيكتسبون بذلك مهارة في التمييز بين الخطوط العريضة الأساسية لبحث ما وخطوطه الثانوية فيستغنوا عن تفاصيل و تفريعات لا يضرهم تأخير العناية بالصحيح منها إلى مرحلة قادمة ؛ لكني فوجئت بواقع يختلف كل الاختلاف عما قدرت لأن أكثر الطلاب في لبنان إما موظفون و إما منتسبون لا يستطيعون حضور المحاضرات التفرقهم في بلدان شتى ، يتعذر عليهم البحث في مصادر متنوعة واستخلاص ازبدة منها تفضل على الخطة المرسومة مما جعل ع كتاب ملائم لهم أمرا لا مندوحة عنه . 
جريت في تفصيل مواد الكتاب على خطة غير بعيدة فعنيت بالشواهد وانتقيتها بليغة من عيون كلام العرب في عصر السلامة ، تنمية الملكة  الدارس  وتوسيعاً لآفاقه في إدراك أحوال أمته ، لكون هذه الشواهد مصورة أحوال محتمعات أصحابها أصدق تصوير ، تصويراً لا نجده - بهذه الدقة والصفاء - حتى في كتب التاريخ نفسها ، وهي متى استوعبت أعود على الملكات من كثير من القواعد المحفوظة والتعليلات المكلفة . وجنبت الدارس الأقوال المرجوحة والمذاهب الضعيفة ، مختاراً ما ثبتت صحته على الامتحان . ثم رأيت - الطبعتنا الأخيرة هذه الجمع بين مناهج الجامعات في الأقطار العربية مع إضافة مباحث ناقصة لم ينص عليها المنهاج اللبناني مثلا مع ضرورتها ، مراعاة المناهج بقية الجامعات العربية ، وليكون بيد المتعلم مرجع متكامل في القواعد العربية ( أخوها وصرفها وإملائها ) فلا يفقد فيه شيئاً ذا بال .
 أسأل الله أن ينفع ما أقدم من جهاد ، وأن يجعلنا جميعاً من سدنة هذه اللغة الكريمة ، وأهلاً للتشرف بخدمتها وهو حسبنا ونعم الوكيل .
تحميل pdf
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

اقرا ايضاكتاب العروض pdf