كتاب المدارس والأنواع الأدبية pdf
ان الترف الذي عم المجتمع العظامي في الحواضر وبغداد بنوع خاص وما رافقه من انماط جديدة في الحياة وظهور جماعات من القصاصين والمغنين اتموا على اصحاب الثروات نعيمهم كل ذلك من البواعث التي دعت إلى توسيع دائرة اللفظة . لقد اصبح الادباء زينة للمجتمعات . من اطلع على كتاب الأغاني لأبي فرج الأصبهاني ومروج الذهب للمسعودي وما شاكلها من الكتب او تصفح بعض الدوادوين عرف الناس في المجالسة والمنادمة على الشراب ايام هارون الرشيد والامين والمأمون وتبين المدى الذي بلغته الأناقة انذاك وان التربية في بعض الطبقات هي الدقة في المعاني والظرف في الملبس وفي كتاب الموشى للوشاء ( + ۳۲۰ هـ ) وصف مطول للظرفاء في زيهم وشرابهم وطعامهم . وخلاصة القول أن المراد بالادب عند عدد من طبقات الناس منذ بداية القرن الثالث كان اظهار الاخلاق الحميدة والاناقة والفصاحة وعذوبة الكلام ثم حفظ الابيات مع اخذ شيء بكل علم لتوشية الحديث به وهذا هو المدلول الذي يتراءى من خلال العقد الفريد .
من هذا المعنى العام تفرع معنيان تبعا لانواع المتظرفين : ـ فان الذين مالوا إلى ما يلذ العقول رأوا غاية الظرف في حضور المجالس والمقامات والتحدث بالملح والنوادر والاخبار وتذاكر القصص والشعر . فقد قيل ان الاديب يأخذ من كل شيء حسن . واول من نهج هذا المنهج وانشأ فيه مدرسة وصار نموذجا لمن لحق به هو ملاحظ . فانه في مؤلفاته يجمع بين المنثور والمنظوم والنوادر والفكاهات من غير ترتيب مخافة من ملل القارىء .
وهناك قوم فضلوا صناعة الشعر ودقائق اللغة على سائر اجناس الظرف واصطلحوا بلفظ الادب على من يحسن العربية ويتعاطى النظم والنثر . جاء في كتاب الكامل للمبرد : هذا كتاب ألفناه يجمع ضروبا من الأدب من مثل سائر وموعظة بالغة واختيار من خطبة ورسالة بليغة . وهكذا أن كتب الأدب في جميع المصنفات نثرا وشعرا : يقول ياقوت الحموي : أن الأدباء هم الذين يعنون بالنظم والنشر لا غير .
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق