القائمة الرئيسية

الصفحات

أدبية الخطاب النثري في كتاب إحكام صنعة الكلام لابن عبد الغفور الكلاعي





أدبية الخطاب النثري في كتاب إحكام صنعة الكلام لابن عبد الغفور الكلاعي
أدبية الخطاب النثري في كتاب إحكام صنعة الكلام لابن عبد الغفور الكلاعي
حفلت كتب النقد القديم، وخاصة كتب نقد النثر بالتنظير لعلمي البلاغة والبيان، وبتقديم تصورات مثلى عن نضوج العمل الأدبي – الخطاب النثري خصوصا- وتَحَقُّقِ أدبيته. وإذا كانت النظريات النقدية الحديثة قد تساءلت عن الأدب، آلا يمكن الذهاب إلى أنّ النقد القديم أيضا بحث وتساءل عن الأدب، وحاول أن يجد إجابة عن ما يجعل الخطاب خطاباً أدبياً؟. وهذا الذي دفعني إلى أن أقف على موضوع أدبية الخطاب النثري في محاولةٍ للبحث عن ظاهرة الأدبية في البنية العامة للتفكير النقدي العربي، والوقوف على موقع التفكير النقدي القديم بين الاتجاهات النقدية الحديثة المتلاحقة.
 فقد وقفت في أطروحتي الموسومة ﺒ "أدبية الخطاب النثري في كتاب إحكام صنعة الكلام لابن عبد الغفور الكلاعي" على مُصَنَفٍ نقدي خصِّص قصدا لدراسة النثر وأجناسه ، وهو في الآن نفسه حلقة من حلقات النقد الأندلسي في القرن السادس الهجري. وانطلاقا من هذه الأهمية وتأسيسا عليها تأتي قيمة هذا الموضوع الذي يُسهم في نفض بعض الغبار عن تراثنا النقدي والبلاغي العربي بإحياء ناحية لها أهميتها من نواحي الإبداع النقدي عند العرب، ونعني بذلك مشروع قراءة التراث برؤية معاصرة تكشف عن مواطن إشراقه، وتقيم الدليل على قدرته على مسايرة التجدّد وإن اختلفت المنطلقات و التصوّرات من عصر لآخر، ومن تفكير نقدي لآخر....



 وقد أَطّرتُ هذا البحث مُحاوِلةً الإجابة عن الإشكالية المطروحة برسم خطة منهجية؛ أَفْرَدْتُ الفصل الأول منها للتعريف بالأدبية، ورصد أهم مفاهيمها وملامحها، وتتبع منابعها عند الغرب قبل العرب...، ولأن التعريف بالمصطلح ليس سوى خطوة نظرية تمهيدية تأتي على أعقابها خطوات أخرى تتعلق أساسا بالمصنّف محل الدراسة: إحكام صنعة الكلام لابن عبد الغفور الكلاعي الأندلسي (ت حوالي 543ﻫ)، تَمَّ تخصيص ثلاثة فصول لتحليل آرائه وتصوراته وقراءة نصوصه النقدية، ومحاولة استنطاقها ومقاربتها دون إغفال لخصوصيتها أو اعتساف لها بما لا يمكن البوح به.
 فكان الفصل الثاني من البحث لدراسة قضايا الأدبية التي اهتم بها الناقد الكلاعي، والتي جَعَلتُهَا تتمحور في ثلاث نقاط: الناثر، الخطاب النثري، المُخَاطَب(المُتَلقي)، وخُصّص الفصل الثالث لدراسة النظرية الأجناسية عند الناقد، والتي قدم فيها الكلاعي من خلال تقسيمه للأجناس النثرية إلى ثمانية أجناس رئيسية أهم وأشمل تصنيف أجناسي في النقد العربي القديم، فيما خُصِّصَ الفصل الأخير من البحث لعنصري الإيقاع الداخلي والبناء الهيكلي(العام) من أجل محاولة استكمال لأهم العناصر التي قد تتضافر لتكوِّن ما يمكن أن نُطلق عليه مصطلح الأدبية.

أدبية الخطاب النثري في كتاب إحكام صنعة الكلام لابن عبد الغفور الكلاعي
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات