تحميل كتاب الدليل إلى قواعد اللغة العربية pdf
إن اللغة العربية أساس ، والصرف والنحو فرعان ، وهي بالتالي قبل القواعد ، لكنها بقيت آمنة حتى انتشار الإسلام في أصقاع الدنيا . ودخول الموالي وغيرهم فيه . فوجب الحيطة والحذر ، ووضع الصرف والنحو بعد أن شاع اللحن وانتشر . ومع الأيام ، فإن المهتمين باللغة العربية ، لكونها لغة القرآن والتشريع ، سعوا إلى تصنيف المؤلفات الغنية صرفاً ونحواً ، وحسبهم حفط اللغة من الفساد ، وبخاصة تلاوة القرآن الكريم . لقد تحصين هذا العلم بجهود راجحة بذلها رجل اسمه أبو الأسود الدؤلي متوخية حفظ اللغة العربية من اللحن والخطأ ، ولعله اقتدى أولاً بالرسول ( صلعم ) الذي اعتبر اللحن ضلالاً ، وبعده بالإمام علي بن أبي طالب الذي أشار عليه بوضع علم ليقبل الناس على لغتهم يقراونها بلا خطا ، لأن اللغة وسيلة تخاطب دائمة لا يمكن الاستغناء عنها لحظة واحدة .
واللغة العربية ، كانت سماعية حتى العصر الجاهلي ، لم يكن لها قواعد مكتوبة ، بل كان لها ضوابط فرضها العرف ، وصقلها الإستعمال . في أواخر العصر الجاهلي ، بدأت تتوحد لهجات العرب ، في أسواق العرب حين سادت لغة قريش ، التي أكسبتها الحياة الحضرية فصاحة ، ومرونة وخصباً تفتقر إليها بقية لهجات القبائل .
لكن هذه اللغة المهذبة ، بقيت مقتصرة على النخبة من الشعراء والخطباء ، ولم تعم القبائل إلا بعد ظهور الإسلام ، إذ نزل القرآن بلغة قريش ، وسادت جميع القبائل الداخلة في الإسلام ، وبعد الفتح العربي عمت جميع الأقطار التي فتحها العرب . وبعد أن تمثلت العربية لغة واضحة ، واحدة لكل الداخلين في الإسلام ، حاول الفلاسفة والمتكلمون واللغويون ، " البحث في أصل نشأتها ، فقال بعضهم بأنها توقيفية مبدؤها الطبيعية ، وآخرون قالوا : منشؤها الاصطلاح والتواطؤ ، وتجدر الإشارة إلى أن القائلين بتوقيفها لم ينكروا أن تعدد اللغات ونحوه ، كان بطريق الاصطلاح وحسب الحاجة . ولما كانت اللغة العربية مرآة تعكس الصورة الحضارية لامتها ، وباعتبارها أغنى اللغات السامية بمفرداتها ، فإن ثراءها اللغوي لدليل قاطع على حيوية الحضارة العربية التي تستلزم لغة واسعة للتعبير عنها كما أنه دليل على قوة الإبداع في التعبير الجميل .
وعندما نتكلم على اللغة ، نتكلم على علوم العربية التي دونت في المعاجم لتحفظ العربية أولاً ، وتعصم اللسان عن الخطإ ، وهذه العلوم ثلاثة عشر علماً : الصرف والنحو ، والرسم ( العلم بأصول كتابة الكلمات والمعاني ، والبيان ، والبديع ، والعروض والقوافي ، وقرض الشعر ، والإنشاء ، والخطابة ، وتاريخ الأدب ، ومتن اللغة ) ، وأهم هذه العلوم موضوع دراستنا الصرف والنحو . أولاً : ماهية النحو : يجمع علماء اللغة على أن الكلمة انحوا معنيين ، لغوي وإصطلاحي ، أما النحو لغة فيعني القصد والطريق ، نحاه بنحوه ، وينحاه نحواً وانتحاء ، ونحو العربية منه ( ۳ ) . وتطلق كلمة نحو أيضاً على الجهة ، وعلى الشبه - والمثل ( وهو بالتالي إعراب الكلام العربي .
تحميل كتاب الدليل إلى قواعد اللغة العربية pdf
تعليقات
إرسال تعليق