كتاب فن الترقيم في العربية أصوله وعلاماته pdf
الفصل الثاني : علامات الترقيم التي تشيع في كتاباتنا الحديثة ، وتلك التي تناستها مشان الإملاء الحديثة المختلفة . والله أسأل أن يشذ هذا البحث بما فيه من مسائل منشورة هنا وهناك ثغرة في مكتبتنا لَمّا تَذ ، وأن يسهم كما أنهم غيره في إكساب الكتابة العربيّة عناصر الجمال الحضارية ، زيادة على تحقيق أمن اللبس بين تراكيبها ، وتيسير قراءتها وتقريبها .
الفصل الأول
علامات الترقيم وأصولها العربية
يكاد الدارسون المحدثون يجمعون على أن أجدادنا القدماء كتباً وعلماء ويُشاخاً لم يعرفوا هذه العلامات ، ولم يتنبهوا إلى أثرها البين في تحقيق أمن اللبس بين التراكيب اللغوية المختلفة ، وتوضيح معانيها وتبيينها ، وتقريب قراءتها وتيسيرها ، إذ لم يفردوا لها امكنة في أثناء تأليفهم النحويّة أو تلك التي تدور في فلك الخط من حيث منشؤه ، وتجويده ، وغيرهما . ويذهب بعض هؤلاء إلى أن العربية ليست بحاجة إلى مثل هذه العلامات ، إذ بعد استعمالها في الكتابات العربية الحديثة من باب التزيين والتزوير ، ويتخذ عمدته في ذلك أن العربية لغة غربة ، فليست بحاجة إلى ما يوضح معاني تراكيبها ، أو يحقق أمن اللبس فيها ، لأن الحركات الإعرابية دوال على المعاني ، وأن أجدادنا القدماء تناسوها لعدم أهميتها .
ولست أنكر أنّ من هؤلاء الدارسين المحدثين من ذكر صراحة أو إيماء إلى أن هنالك أصلاً لبعض العلامات . ولست أتفق مع مَن أنكر احتياج الكتابات العربية المختلفة إلى مثل هذه العلامات ؛ لأن الحركات الإعرابية تتكفل بتوضيح المعاني وتحقيق أمن لبسها في تراكيب العربية المختلفة ؛ الان هذه الحركات لا تحقق أمن اللبس في كثير من التراكيب ، لأنّ المعاني تتراءى لنا على الرغم من عدم ضبط أواخر الكلمات أو ضبط بعضها خطاً ، كما في قول العرب : خرق الثوب المسمار ، وكسر الزجاج الحجر ، وهي مسألة وفي الحديث فيها في موضع آخر ، ولعل أمن اللبس يتحق بتضام قرائن متعددة لفظية وغيرها .
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق