النظرية الأدبية الحديثة والنقد الأسطوري pdf
فالألعاب الأولمبية بدات بداية عشوائية في أول الأمر ، ولكن مع الزمن ترسخ نظامها في القرن الثامن قبل الميلاد ، ومنعتها الامبراطورية الرومانية في القرن الرابع بعد الميلاد نزولا عند رغبة المسيحيين المتشددين . وعندما بعثت في أواخر القرن التاسع عشر حافظت على نظامها وما تزال حتى اليوم . ولا شك أننا نعتبر الألعاب الأولمبية الآن العاباً حديثة ، لا بمعنى أننا وضعنا لها نظاماً مغايراً ، وإنما بمعنى أننا وضعنا المزيد من القوننة على هذا النظام ، بحيث صار أكثر دقة ، وصار زمن السباق يحسب بواحد من مئة أو ألف من الثانية ، وربما توصلنا إلى حساب الواحد من مئة ألف ، فمن يدري ؟ لكن هذا لم يغير من النظام الرياضي القديم شيئا ، وان أضاف إليه المزيد من الضبط ، ولعبة الألغاز تظل واحدة ، على الرغم من تعددها وكثرتها ، من ايام أبي الهول والغازة وحتى فوازير رمضان .
والغرض من تعريجنا على هذه النقطة هو التشديد على أن النظام " ليس ميزة للأدب وحده ، يفرض نفسه رغم التباينات الكثيرة والمفارقات العديدة بين المجتمعات ، وإنما ظاهرات كثيرة لا نستطيع أن نفسرها إلا اعتماداً على نظامها الخاص . وعلى هذا النظام تلح نظرية النقد الأسطوري وتعتبره من نتاج اللاوعي الجمعي .
وقد استرعى هذا اللاوعي اهتمام النقاد في الميادين الأخرى ولم يقتصر على الأدب وحده . فالناقد الفني غراهام كوليبر يعير هذه الناحية اهتماماً خاصاً فهو يشبه هذا اللاوعي بالنهر الذي يجري تحت ارض كلسية . فيمكن أن ينفجر ويصبح سيلاً عارماً بعد الأمطار الغزيرة .
وكذلك تيار اللاوعي ، فمن الممكن أن يقذف إلى الوعي بالصور الفنية . ويرى أن هذا التيار فرضي لا يمكن البرهنة . عليه إلا أن من الممكن التلميح إلى وجوده اعتمادا على جوانب غريزية من التجربة والسلوك النابعين من المخيلة النفسية .فعلى الرغم من الأصل العرقي والتباين الحضاري نلاحظ أن الناس يبصرون في أثناء نومهم الأحلام ذاتها ،بقضها وقضيضها ،لا تبديل ولا تغيير .
تحميل pdf
تعليقات
إرسال تعليق